هل يجب أن أكون قلقاً بشأن مستوى الكوليسترول؟

ربما سمعت أن الكوليسترول ليس "ضارًا" كما كان يُعتقد في السابق. أو ربما أخبرك طبيبك أنك تعاني من ارتفاع نسبة الكوليسترول وتحتاج إلى إجراء تغييرات بسيطة في عاداتك الغذائية لخفض نسبته في الدم.

لقد كان الكوليسترول واحدًا من المواضيع الشائعة في أبحاث التغذية على مدار السنوات القليلة الماضية. الأمر الذي وضع الكثير في حيرة من أمرهم بشأن ما إذا كان ينبغي عليهم الاهتمام بـ 1. مستويات الكوليسترول لديهم، أو 2. ما إذا كان ينبغي عليهم تناول الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول.

دعونا نوضح الأمر لكم!

 

فهم مستويات الكوليسترول لديك

يلعب الكوليسترول دورًا مهمًا جدًا في جسم الإنسان. علميًا، يقوم  الكوليسترول بصنع أغشية الخلايا، وإنتاج بعض الهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون. وهناك "نوعان" رئيسيان من الكوليسترول في أجسامنا – الكوليسترول الضار وهو البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) والكوليسترول النافع وهو البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL). يمكنك تذكر وظيفة هذين النوعين من خلال التفكير منخفض = "ضار"، عالي = "نافع أو صحي".

يعد ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار مؤشرًا خطيرًا- فهو يُسبب تراكمًا (ترسبات) في الشرايين يمكن أن تؤدي إلى النوبات القلبية والسكتة الدماغية. في حين يعتبر ارتفاع نسبة الكوليسترول النافع أمرًا جيدًا - فهو يساعد على إزالة تراكم الكوليسترول الضار من الشرايين.

 

فالسؤال الآن: كيف نقلل نسبة الكوليسترول لدينا؟

 

هل يجب أن تأكل الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول؟

أشارت الأبحاث الأولى عن الكوليسترول؛ بأن تناول كميات كبيرة من الكوليسترول في الغذاء سيؤدي إلى ارتفاع في مستويات الدم. ولكن هذه الأبحاث تم دحضها في العقود الأخيرة، فقد يُعتقد "خطئًا" أن تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول قد يقلل من مستويات الكوليسترول في الدم.

وعلمياً، فإن 80٪ من الكوليسترول الموجود في الدم يُنتج عن طريق الكبد، لذا فإن تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول أمر غير ناجح تمامًا. حيث أظهرت الدراسات التي تعود إلى دراسات الدول السبع الأصلية لأنسيل كيز، أن مقدار الكوليسترول الذي نتناوله ليس له علاقة كبيرة بكمية الكوليسترول في الدم.

 أيًا كان ما أخطأ فيه، فقد فهم هذا الأمر بشكل صحيح – أن تناول الكوليسترول لا يرفع نسبة الكوليسترول في الدم. حيث أظهرت كل دراسة أُجريت منذ الستينيات هذه الحقيقة مرارًا وتكرارًا. أن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكوليسترول لا يرفع مستوياته في الدم.

 

إذن ماذا يجب أن تفعل حيال الكوليسترول؟

أظهرت  الدراسات إلى أن الصيام هو استراتيجية غذائية بسيطة وفعالة يمكنها خفض مستويات الكوليسترول بشكل ملحوظ.

إذاً ماذا يحدث لمستويات الكوليسترول الضار (LDL) أثناء الصيام؟ ببساطة، تقلل نسبته أثناء الصيام. فقد تم تجربة الصيام اليومي البديل لمدة 70 يومًا، وكان هناك انخفاض بنسبة 25 ٪ في مستويات الكوليسترول الضار (LDL)- وهي نسبة انخفاض جيدة! في حين أن الأدوية الطبية يمكن أن تقلل مستوى الكوليسترول الضار حوالي 50٪ أو أكثر. الأمر الذي يعني بأن الصيام البديل (المتقطع) فعال جدًا فهو يقلل الكوليسترول بنصف قوة الأدوية الطبية!!

 

لكن لماذا ينجح الصيام في حين تفشل الأنظمة الغذائية المنتظمة في تقليل نسبة الكوليسترول الضار؟ ببساطة، يتحول الجسم أثناء الصيام من حرق السكر إلى حرق الدهون للحصول على الطاقة. وتتأكسد الأحماض الدهنية الحرة (FFA) للحصول على الطاقة ويتم تقليل تصنيع الأحماض الدهنية الحرة  (ففي حالة الصيام، يقوم الجسم بحرق الدهون ولا يصنعها). الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض تخليق ثلاثي الجلسرين الذي يؤدي إلى انخفاضه إلى انخفاض في إفراز VLDL (البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا) من الكبد، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الكوليسترول الضار في الدم (LDL).

 

إذا تم تشخيص إصابتك بارتفاع الكوليسترول، فيجب عليك التركيز على نظام غذائي صحي للقلب. إن ضمان حصولك على ما يكفي من الألياف من الأطعمة مثل الخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى مصادر الدهون الصحية، مثل أوميغا 3 من الأسماك، مهمة لصحة القلب. بالإضافة إلى ذلك، قلل من تناولك للدهون غير المشبعة والكربوهيدرات البسيطة. احرص على الصيام المتقطع طوال روتينك الأسبوعي.

Back to blog